كيف نعيش مع أرجوحة الحياة؟

أبقها بسيطة.

الفترة الأخيرة تراودني فكرة إنشاء مدونة لطالما أحببت الثرثرة الكتابية أجد فيها مستراح من خلجات النفس وهذيان الروح. في الحقيقة لا هدف واضح من إنشائي لهذه المدونة ولكن قررت بأن اضعها في سلة الأمور التي ليس من الضروري أن يكون لها هدف وخطة سير واضحة كذا عبط”أحد سلّات حياتي”. مع مرور الأيام قد يُخلق لها هدف.

الساعة الرابعة صباحًا، 16 كانون الثاني.

نهضت من سريري قفزت قفزة الأرنب وكأني لم أكن تلك التي تتألم قبل ساعة! تأثير نشوة الكتابة يا سادة.

أخذت جهازي المحمول وقررت أن أكتب عن ماذا؟ لا أدري؟

لأحدثكم عن سر صغيرة قررت أن اتبناه بداية السنة الميلادية 2020، قررت أن أبقي الأمور بسيطة واجعل منه اسلوب حياة في اللبس واتخاذ القرارات وكل مايخص حياتي وأن انظر بنظرة بس كذا بسيييطة!)”مع تمطيط الكلمات ممزوجة بنبرة سخرية”. بطبيعة الحياة نمر بمنعطفات حادة في حياتنا وما أكثرها يوم تحت ويوم فوق وأحيانًا يمين وأحيانًا شمال ومازلنا نعيش ولكن السؤال كيف نعيش مع أرجوحة الحياة. في السابق كنت لا أعرف كيف أتعامل مع الأمور السيئة والمشاكل التي تحدث لي إلى أن اقتنيت كتاب الخيار الآخر اقتنيته للقراءة والمعرفة والمتعة لم أكن أبحث عن فائدة معينة ولكن وجدتُ ضالتي قبل أن اضِّل أكثر وقعت على كنز المعتقدات لـ شيريل تلك الأرملة التي فقدت زوجها وتبدّلت حياتها رأسًا على عقب، وكيف بعد ذلك وجدت ضالتها واتخذت اسلوب تعايش بسيط جعلها تتعايش مع مصيبتها. في الحقيقة شكلتُ معتقداتها على مقاس حياتي وأخذت منها ما ينقصني. كانت طريقتي في التعامل مع المصاعب بعد قراءة الكتاب مختلفة ومتزنة وهي كالتالي:

الشخصنة: أحيانًا نشعر بأن ما حدث يستهدفنا نحن فقط، ليش انا اللي صار لي كذا وكذا وسلسلة من الإتهامات التي لا ناقة لنا ولا جمل وسيل من اللوم لا انتهاء له من شأنه يكبر من حجم المشكلة أكثر ويؤثر على النفسية. ببساطة ليس كل شيء لنا يد فيه وحدث بسببنا. كلما تذكرت ذلك تهدأ نفسي وابدأ افكر بالحل من زاوية أخرى.

 التغلغل: التفكير في المشكلة والفراغ ووضع السيناريوهات والتفليم أكبر مدمر نفسي ويدهورنا دون أن نشعر ويجعلنا محبوسين في صندوق المشكلة وبالتالي ما نطلع بفائدة. اشغل نفسك وأخرج عن نطاق مشكلتك وألهيها بالعمل والقراءة. وبتنحل المشكلة لا محالة فقط اشغل تفكيرك.

الديمومة: كل ما وقعنا في مشكلة نعتقد بأن الحياة توقفت وأن المشكلة هذه هي النهاية لحياتنا والكثير من الدموع والآهات! ونسينا أن هذه المشكلة ليست دائمة كحال بقية المشكلات، سنتخطاها وكل مرّ سيمر. لا شيء دائم لا فرح ولا حزن لا انسٌ ولا جان. فقط أبقها بسيطة وهونها تهون وإذا بتصعبها بتصعب.

بعد أن قرأت الكتاب هكذا ببساطة تغيرت نظرتي للأمور واصبحت أعامل مشاكلي بتوتر أقل وهدوء أكثر. وخفّت نسبة التهويل والتوتر بشكل كبير ومريح نفسيًا. وارتفعت نسبة إدارتي بحكمة للأزمات التي تواجهني.

أما الكتاب الآخر الذي كان كالطبطبة للنفس وأحب أنقنق عليه بين حينٍ وآخر أشعر وكأن الكاتبة تحدثني شخصيًا لأسلوبها البسيط والقريب وأما انا أخذت محتواه بمنظور ديني بعض الشيء كتاب”ما أعرفة على وجه اليقين” لأوبرا وينفري ألهمني كثيرًا وساعدني.

يزداد إيماني مع كل موقف بأن الله لا يحمل الإنسان مالا طاقة له به وأن أمر المؤمن كله خير ومكتوب منذ أنا مضغة فلما هذا التهويل يا أنا! أحيانًا أفكر في مشاكل مضت وكنت أظنها لا تمضي وكيف تعلمت منها وبأي حالٍ خرجت، أحمد الله إني مريت في هذه التجربة لولاها لما تعلمت ولو أن الأمر بيدي لأخترت أن أعيشها واتعلم لأني بدونها لن أعرف ولن تتهذب روحي وأٌصبح ما أنا عليه!  

  قررت بأن أبقها بسيطة واعيش في حالة تسليم وتوكل دائم على الله وأن اسعى واجتهد ولا افكر أكثر من اللازم بالتأكيد هذا ما يعلمه إيانا ديننا ولكن لا نصل لهذه الحالة بسهولة إلا بعد كرٍ وفرّ. النتيجة حالتي مزيج من راحة البال وهدوء النفس، وأعصاب مرتاحة، وسلام، وطمأنية وإقبال على الحياة برحابة صدر، إذا حزنت وتألمت اعيش هذه المشاعر كما ينبغي لها واتركها تتبدد بمرور الأيام وإذا سعدت وهنأت اعيش واستمتع دون زيادة أو نقصان. والحمد لله على ما سرّ القلب وضرّ.

نُشر بواسطة آلاء عبدالرحمن

عقل غير هاديء، دائم الفكرة.

5 آراء على “كيف نعيش مع أرجوحة الحياة؟

  1. سبحان الله من كم يوم افكر بالروايات وتأثيرها على ذاتي وتغيير مزاجي ، وافكر بالرجوع اقرا روايات سبق وقراتها ، ولما شفتك كاتبه عن نفس اللي افكره فيه ابتسمت لتخاطرنا ..

    إعجاب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ